جامعــــة المثنى- كليــــة التربيــــة الأســــاسيــــة

كلمة السيد عميد الكلية

بسم الله الرحمن الرحيم

     قال تعالى في محكم كتابه المبين {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ(المجادلة:11) وفي الآية دليل على رفعة أهل العلم  عند الله سبحانه وتعالى، ورسالة المعلم ليست وظيفة بقدر ما هي  رسالة سامية يغرسها في قلوب طلابه وتلاميذه ،ولأهمية أهل العلم ومكانتهم عنده بوصفهم ركيزة من ركائز الإيمان، نجده يقرن أهل العلم به في الشهادة على وحدانيته ، إذ يقول في محكم كتابهِ:(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (آل عمران:18).

   ولأهمية العلم واهله عنده سبحانه انه أنزل اول سورة في القرآن تؤكد على اهمية القراءة والتعلم اذ قال جل جلاله :(اقرأ باسمِ ربِّكَ الَّذي خلَق* خلَقَ الإنسانَ من علَق* اقرأ وربُّكَ الأكرم* الَّذي علَّمَ بالقلَم* علَّم الإنسانَ ما لم يعلم} (العلق:1-5)  ولمصداقية   ما تقدم  من نصوص قرآنية نجد أن أمير الشعراء احمد شوقي لم يحسن الوصف في بيته ذائع الصيت الذي ونردده جميعاً :

                                          قُـمْ للمعلّمِ وَفِّـهِ التبجيـلا           كـادَ المعلّمُ أن يكونَ رسولا

لانه استعمل فعل المقاربة (كاد) التي تعني التقريب لا التطابق على الرغم من أنه يقول في بيت آخر:

                                       سـبحانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ        علَّمتَ بالقلمِ القـرونَ الأولى

فإذا كان الله سبحانه هو المعلم الأول، فالأولى أن يكون المعلم رسولاً على أقل تقدير وليس كما ذهب الشاعر عندما قال: كاد أن يكون ، ولاسيما في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها البشرية جمعاء، والأمة العربية ، وبلدنا العزيز العراق ، لما فيها من تحديات عظيمة تستهدف الإنسان أولاً .

     إن تراجع دور المؤسسات البانية للمشروع الالهي ( الإنسان ) بوصفه الأكرم على وجه الخليقة ولاسيما مؤسسة الأسرة ،والمؤسسات المجتمعية ومنها العرفية ، والدينية بفعل العوامل الخارجية الضاغطة المتمثلة بالكم الهائل الذي يتعرض له من ثقافات شتى من خلال  وسائل التقنيات الحديثة التي أفرزها التطور العلمي الهائل بفعل الشبكة العنكبوتية والتقنيات الفضائية، وشبكات التواصل الاجتماعي التي أوجدت عالما افتراضيا لا يمكن الإمساك به، أو الحدّ من جوانبه السلبية، بات من المحتم والضروري بمكان أن تأخذ المؤسسات التربوية ولاسيما الجامعية دورها الفعال بوصفها الادوات الاكثر اهمية و التي يُعوّل عليها في النهوض بمشروع الوقاية الفكرية، وبناء الوعي الفردي ، والجمعي ، ومحاربة التطرف بشتى أنواعه وتمفصلاته.

   وبما أن مخرجاتنا تستهدف النشء في بواكير دخوله لعالم العلم والمعرفة، علينا أن نسعى سعينا ، ونبذل قصارى جهدنا لتسليح هذه المخرجات بما يُمكنها من قيادة دفة التربية ، والتعليم والإصلاح في المراحل التعلمية الأولية.

   إنَ إيجاد القدوة والمثال لدى التلميذ مهمة تضطلع بها الهيأة التعلمية في كل مدرسة من التأثير على شخصية الطالب ثقافياً وتربوياً ولاسيما أن هذه المرحلة التعلمية والعمرية مهيأة سيكولوجياً وفيها كثير من المرونة والاستقبال ولذا فعلينا استثمارها إستثماراً جيداً.

 وعلى الرغم من التحديات الكبيرة التي تمر بها الكليات التربوية ومنها التربية الأساسية في جامعة المثنى بما يتعلق بالمعدلات المنخفضة، والأعداد الكثيرة التي ترسل إلى هذه الكليات أو ما يتعلق بالبنى التحتية، إلا أننا سنبذل قصارى جهدنا ونحث الخطى نحو تحقيق رؤية الكلية ورسالتها وصولاً الى تحقيق اهدافها .

  نسأل الله التوفيق لكل الزملاء في الكادر الإداري والعلمي،وهم يضعون نصب أعينهم أهدافاً جليلة أجلّها إعادة بناء وطننا والحفاظ عليه موحداً وقوياً.