22 ديسمبر طلبة الاقسام الداخلية من وجهة نظر الأساتذة والطلبة الجامعيين .. دراسة أكاديمية تحدد ما يتعرض له الطلبة من مشاكل
ربما لا شيء يضاهي سعادة المعلم حين يرى تلميذه يتسلح بالعلم والمعرفة ويخط طريقة بكل ثقة ونضوج،حينها يشعر أن نخلة جهوده قد نضجت وأثمرت رطباً من العلم ،وتلك الجهود المضنية تكللت بالنجاح،ولكم يسعده ذلك المشهد حينما يراه يكبر معرفيا شيئاً فشيئا حتى بات يشار له بالبنان، وويتحدث المعلم قائلاً هذا كان أحد تلامذتي الجيدين وهو من الطلبة ذوي الدافعية العالية ،نعم يا معلمي أفتخر فقد نلت مرادك،وحققت هدفك،وهذه هي ثمره جهود تشق طريقها نحو الإصلاح والبناء وكنت أنت النواة فيها واللبنة الأساسية لها،هذا المشهد تكرر عرضه ومشاهدته و ها هنا اليوم يتكرر في كلية التربية الأساسية حيث قام أحد الطلبة في قسم الإرشاد والتوجيه النفسي بأجراء دراسة عدد من المشكلات التي يتعرض لها الطلبة وخصوصاً الطلبة الساكنين في الأقسام الداخلية.
حيث أقدم الطالب( أنمار جابر قاسم ) بإجراء بحثة المعنون (الأقسام الداخلية من وجهة نظر الأساتذة والطلبة الجامعيين) والذي اشرف عليه الدكتور لؤي خزعل،الذي كان خير المعلم والناصح له،وبدافع الشعور العلمي وتثمين لجهود أساتذته أجرى الطالب بحثه هذا بدافع الأدراك بالمسؤولية العلمية والقيم المعرفية،وأيضاً هو من الطلبة الساكنين في الأقسام الداخلية ومن خلال مشاهداته لسلوك وميول زملائه الساكنين معه،فقد تحتم عليه أجراء دراسة تحدد سلوكيات هذه المجموعة من الطلبة وما يتعرضون له من مشكلات،وأيضا اهتمت الدراسة بالتعرف على أراء الأساتذة والطلبة الجامعيين بخصوص جملة من القضايا المرتبطة بالأقسام الداخلية . وقد استشعر الباحث وجود بعض المشكلات بين طلبه القسم الداخلي ، من خلال ملاحظته مجموعة من الطلبة الذين يسكن معهم ، والطلبة الذين التقى بهم في الأقسام الداخلية من جانب ، وما يتداول من وجود بعض المشكلات في الأقسام الداخلية بشكل عام من جانب آخر . مما حفّزه للقيام بدراسة مسحية عن واقع الأقسام الداخلية .
أهمية الدراسة
وتنبع أهمية دراسة كهذه من أهمية الطلبة كعنصر فعّال في المجتمع حيث يمثلون مستقبل الوطن ، وتعد الأقسام الداخلية جزا لا يتجزأ من الحرم الجامعي ، والساكنين في الأقسام هم طلبه الجامعة ، وما يحدث في الأقسام الداخلية ينعكس على الجامعة سلباً أو إيجاباً . كما أن أهمية هذه الدراسة تبرز من اهتمت الدراسة الحالية بالتعرف على أراء الأساتذة والطلبة الجامعيين بخصوص جملة من القضايا المرتبطة بالأقسام الداخلية . وقد استشعر الباحث وجود بعض المشكلات بين طلبه القسم الداخلي ، من خلال ملاحظته مجموعة من الطلبة الذين يسكن معهم ، والطلبة الذين التقى بهم في الأقسام الداخلية من جانب ، وما يتداول من وجود بعض المشكلات في الأقسام الداخلية بشكل عام من جانب آخر . مما حفّزه للقيام بدراسة مسحية عن واقع الأقسام الداخلية .
آلية العمل
أما آلية عمل فقد أشتغل الباحث على تصميم استبيان وفق الخطوات العلمية لبناء الاستبيانات النفسية , إذ صيغت الفقرات المكونة للأداة وحددت بدائل ثلاثية لكل فقرة ، وعرضت على لجنة من الخبراء والمتخصصين في ميدان التربية وعلم النفس للحكم على صلاحيتها ، وبعد تحليل آراء الخبراء حصلت الموافقة على (18) فقرة مكونه للأداة بصورتها النهائية . وطبّقت على عيّنة تألفت من (144) فردا ، بواقع (17) أستاذاً جامعياً ، و(38) طالباً وطالبة ليس من سكنة الأقسام الداخلية ، و(89) طالباً وطالبة من سكنة الأقسام الداخلية ، اختيروا بالطريقة العشوائية البسيطة من الصفوف الدراسية الأربعة ، من كليّات وأقسام متعددة .
نتائج البحث
وبعد تفريغ البيانات ، قام الباحث بحساب النسب المئوية لكل فقرة ،وتباينت النتائج بين الطلبة فيما يتعلق بالفائدة والحاجات والاهتمام وأيضاً النتائج المرتبطة بالتأثير والفروق فضلاً عن الصورة النمطية للطلبة والمشكلات التي تواجههم حيث أظهرت النتائج هناك وجود صعوبات في التركيز لدى الطلبة نتيجة الضوضاء ، ولكنهم ملتزمون بالتعليمات ، ولا يظهرون الكثير من المشاكل ، وهناك تردد في نسب الخلافات بين الطلبة . وقد فسر الباحث هذه النتيجة بأنه توجد مشاكل تتعلق باحترام الخصوصية والمزاح الزائد والضوضاء المستمرة مما يوثر على المستوى الدراسي للطلبة الساكنين ، نتيجة التزاحم والتشارك .
التوصيات
وقد خرج الباحث بمجموعة قيمة من التوصيات بناءاً على النتائج التي تصب في مصلحة معالجة الكثير من المشكلات التي يتعرض لها الطالب فقد وصى الباحث بتفعيل النشاط الثقافي والديني في الأقسام الداخلية مثل القيام بمسابقات الشعر والاهتمام بالمناسبات الدينية وتفعيل النشاط الرياضي . وتوفير قاعات المطالعة والنشاطات الأخرى ،فضلاً عن أقامة الندوات من قبل مديرية الأقسام وعمادات الكليات التي بدورها توجه الطلبة نحو القيام بسلوكيات صحيحة وإعطاء صورة صحيحة عن الأقسام الداخلية،وحث مشرفي الأقسام الداخلية ، وهم بتماس مباشر مع الطلبة ، بمراعاة أنهم من صنف الشباب ويجب التعامل الصحيح مع هذه المرحلة العمرية التي تتميز بشده الانفعالات حيث يجب التعامل معهم بلطف وعناية ويعاملونهم على أنهم أبنائهم ،والتنسيق بين عمادات الكليات ومديرية الأقسام الداخلية لتلبية احتياجات ومعالجة مشاكل الطلبة الساكنين في تلك الأقسام،وتجنب فرض الضوابط المفرطة على طلاب الأقسام الداخلية ، لأنها بعض الأحيان تكون مقيده للحرية ،وتقليل عدد الطلاب الموجودين في الغرفة الواحدة وتقسيم الطلاب في الأقسام حسب الكلية والمرحلة لان الاختلاط يعطي نتائج سلبيه كثيرة .
اقتراحات
فيما أقترح الباحث على جملة من الارشادات كانت في تطبيق الدراسة الحالية على طلبة الأقسام الداخلية في محافظات أخرى ، وعقد مقارنات بين نتائج تلك الدراسات مع الدراسة الحالية ،ودراسة الضغوط النفسية وعلاقتها بدافعية الانجاز لدى طلبة الأقسام الداخلية ،فضلاً عندراسة المشكلات السلوكية الأكثر شيوعاً لدى طلبة الأقسام الداخلية .
No Comments