جامعــــة المثنى- كليــــة التربيــــة الأســــاسيــــة

تجلّيات العنف

تجلّيات العنف

بحضور نُخبة عزيزة من الأساتذة الأفاضل والطلبة الأحبة ، أقام قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي ، اليوم الثلاثاء ، في قاعة المتنبي بكلية التربية الأساسيّة ، ندوته الثقافية الموسومة ” تجلّيات العُنف ” ، تضمنت ثلاث أوراق فكريّة حفرت في بنية مفهوم العنف ، وفتحته على دلالاته العميقة وسياقاته الواسعة : الأولى كانت بعنوان ” تجلّيات العنف في الخطاب الجمالي ” ، تحدّث فيها د. ثابت الليثي عن عصر العنف وركائزه في اللحظة النيتشوية ، وتجلياته في الخطاب والممارسة الفنيّة والأدبية . وكانت الثانية بعنوان ” تجلّيات العنف في الخطاب السردي العربي ” ، تحدّث فيها د. عزيز الموسوي عن اشتغال المثقف في المنجز الروائي العربي على ثيمات العنف ، وإعادة إنتاج تلك الثيمات بطريقة تحتفي بالإنسان وتؤسس لوعي معارِض فيما يتصل بالدكتاتورية والإرهاب وتابوات الدين والجنس والسياسة . لتأتي الثالثة بعنوان ” تجلّيات العنف في الخطاب السوسيولوجي ” ، قدّم فيها د. لؤي خزعل جبر قراءة في تنظيري المنظرة السياسية الألمانية ” حنه آرندت ” (1906- 1975) والمنظّر السوسيولوجي الفرنسي ” بيير بورديو ” (1930- 2002) عن العنف والعنف الرمزي ، استكشفت ” عنف البِنية ” عند آرندت و ” عنف المُسلّمات ” عند بورديو ، وبيّنت تكامل التنظيرين ، ” فبعد أن بدأت آرندت بالسلطة السياسية لتنتهي عند البنية الاجتماعية المُنتِجة للعنف عبر سلب إمكانية الفعل والعدالة الاجتماعية ، حفر بورديو أعمق في المنظومة الرمزية لتلك البنية ، ليكشف عن كونها متقوّمة بالعنف الرمزي ، لا تكتفي بسلب القدرة على الفعل ، بل تعمل على سلب التفكير ، وتشكيل مُسلّمات زائفة بهدف إدامة الهيمنة ، الاجتماعية والسياسية والدينية والجنسية والاقتصادية . مما يؤكد أن العُنف الخارجي ليس إلا إنعكاس جزئي للعنف الداخلي الرمزي ، وما لم يتم تفكيك ذلك العنف الرمزي ، لا يمكن خلق مجتمع إنساني . ولا يتم ذلك التفكيك دون مراجعة نقديّة عميقة للمُسلّمات والبديهيات المؤسسة للتمايزات الاعتباطية ” . وأعقبت تقديم الأوراق أسئلة ومناقشات عميقة ، أثرت الأفكار المطروحة ، وفتحت آفاق تساؤلات جديدة .

No Comments

Post A Comment